سؤال غريب بل غير منطقي طرحه أحد المدراء على معلم التربية الفنية :

(( لماذا لا تجعل قيمة ونظرة الطالب للتربية الفنية كالتربية الرياضية ؟
أنظر إلى زميلك معلم التربية الرياضية كيف يستقطب الطلاب خلال أنشطته !
أنظر كيف يتفاعل الطلاب معه ! وانظر .. وانظر ... الخ ))

سؤال يعكس تفكيرا محدوداً وعقلية ساذجة في تقييم الفرق ، حيث أنك لو سألت طالبا ـ أي طالب تقريباً ـ عن المادة المفضلة لديه سيجيبك حتماً وحالاً و بكل صراحة : حصة التربية الرياضية!
لماذا ؟
هل لأن معلم التربية الرياضية نجح في التوصل إلى المفتاح السحري الذي يستحوذ اهتمام التلاميذ في حين فشل المعلمون الآخرون بذلك؟ ( وبالتأكيد لا ) .
أم لأن التلاميذ ـ أنفسهم ـ هم الذين يشبعون رغباتهم ويفرغون طاقاتهم وتنشرح نفسياتهم من خلال ممارستهم للألعاب الرياضية ؟ ( وهذا الصحيح ) .
أمر آخر يجهله ذلك المدير وهو الأهم هل مصادر التلقي خارج المدرسة تعنى بالتربية الفنية والمواد الأخرى كاهتمامها بالتربية الرياضية ؟!
فلو تأملنا إلى الصحافة ، قنوات التلفزة .. فإننا نجد من الزخم الرياضي ما يجعل الاهتمام بها يتعدى الطالب إلى الأسرة لدرجة أنك لا تستغرب متابعة الأم أحياناً بل وأن يكون لها رياضي مفضل ( ولعل أخواتنا المعلمات يلحظن ذلك ) !! أما التربية الفنية فلا نصيب يذكر .
فأصبح إقبال الطالب على التربية الرياضية داخل المدرسة امتداد طبيعي لاهتمامه بها خارج المدرسة ، ولعلك تسير في أحد الأحياء لترى ملاعب الكرة وكم بها من النشء ومن الشباب وقارن ذلك بمن يمارسون أو يفكرون بالفنون !
الخلاصة (( أنه لا تصح تلك المقارنة وأن معلم التربية الفنية إذا حقق نجاحاً ولو ثلاثين بالمئة في ظل ذلك التجاهل الاعلامي فسنقول له : ما قصرت ))